أنا أتحدث الآن، أخيرًا...
كنت أحاول إقناع نفسي أنه لا جدوى من الحديث أو الكتابة، ولكنني أشعر ببعض الألم في صدري، فكرت أنه من الخطير أن أبقي هكذا. كما أنني لا استطيع التركيز، لأن عقلي يرسل لي عبارات تعبر عن حالتي المزاجية الآن، فتزداد سوءً.
لا أعرف يا عزيزي، لمَ أفكر بك كثيرًا هكذا؟ منذ مدة، في الواقع... قلت لك أنها كانت فترة قصيرة وانتهت، ولكني كذبت. حاولت أن أتوقف ولم أفلح.
وكيف أفلح ونحن نتراسل أغلب أيام الأسبوع؟
أخشي أن تقرأ هذا فنفترق، أنا لا أستطيع تحمل ألا تراسلني. من الصعب علي ألا أرى محادثتنا علي رأس القائمة، وخصوصًا حين أكون حزينة، وحين يراسلني الجميع عداك، يضيق صدري بشدة.
تقول أن لا أحد يستطيع تهوين الحياة عليك، وأنك لا ترتاح حين تتحدث مع أي شخص. ثم تحدثني بشكل طبيعي جدًا، ربما يقترب من اللطف. أم أنني أتوهم؟ أم أنني أراك لطيفًا في كل أحوالك؟ إن كانت محادثتي لا تشكل فرقًا، لمَ مازلت تراسلني وترد علي رسائلي؟
أكتب هذه الكلمات علي هيئة الرسالة، لكني سأحولها إلي خاطرة؛ لأني لن أرسلها إليك أبدًا. عندما حاولت أن أخبرك أن تفكيري بك يرهقني، قلت أنني عنيفة. لقد كنتُ منزعجة، ولكن أكنت عنيفة حقًا؟ فأنا لا أذكر أني وجهت إليك أي اتهام.
أتخيل أنك إن رأيت هذه الفقرات والكلمات ستقول:" لم ألمح لها بشيء، ولم أطلب منها أن تحبني. هي صديقتي ليس إلا..." وسأعرف أنك قلتَ ذلك معربًا عن انزعاجك لأحدهم.
ربما تنتهي حياتي بالشكل الذي أعرفه حينها، ربما أصبح شخصًا آخر.
اليوم، تعرضت لموقفٍ غريب...
كنت أنظر إلي السقف منهكة بعد يوم من العمل المرهق، أرتدي عويناتي الطبية، مع أحمر شفاه ممسوح بعدما أكلت. يحسب الرائي أني علي وشك أن أغط في سباتٍ عميق. هزت ذراعي سيدة مسنة، قالت أنها أعجبت بي جدًا. تريد عروس لقريبها. تخيل!!
كنتَ تصفُ حبك الأخير "بالمثالية"، حينها أدركت أنني أبعد عنك بمسافات. لكن هذه السيدة، وعلي هيئتي "المبهدلة" تلك، قالت "مفيش شيء يعيبك".
لقد تحدثتُ معها علي سبيل الهزل، أردت فقط أن أعرف ما يلي من سيناريو الخاطبة. وحين تصل إلي منزلها ستدرك أنها نسيت اسمي. ضحكت من قلبي بسبب الخجل وطرافة الموقف الذي أتعرض له لأول مرة في حياتي، ربما رافق ذلك بعضٌ من السعادة بسبب مديحها.
لكن لم تمضِ عشر دقائق حتي اجتاح وجداني شجنٌ، وشعرت بحزنٍ يضعف جسدي ويبطء خطواتي...
كنت تعمل في مكان قريب، ربما في خارج أو داخل المبني، رأيتك أكثر من مرة، ولم نفعل شيئًا إلا أن ألقينا التحية علي بعضنا البعض. ربما مررت بعدها فقلت لي "استمتعي بالعمل..." ممازحًا ومضيت. لا داعي لذكر أنني حين أراك أتوتر بعض الشيء، وأن تلك المزحة الصغيرة منك تبدد توتري. أحب أن أحدثك، بينما أفرد ظهري وأرفع رأسي لأنظر إليك، للأعلي، وأفعل ذلك بوجداني أيضًا. هذه معلومات علي الهامش.
بعد أن ودعت السيدة، ورأيتك بالخارج تتحدث وتضحك، لم استطع أن أتوقف عن استراق النظر. هل تعلم ماذا قررت حينها؟ قررت ألا أشارك في أعمال جماعية أنت تشارك فيها! لقد كنت أراقبك وسط جمع من البشر، وكلهم يعرفوننا! أتري كم أنا حمقاء؟!
ثم أحاول أن أخفي هذه الحماقة بألا أريك هذه الخاطرة!
كنت أريدك أن تستمع إلي تلك السيدة، ربما تقتنع أنني أفضل مما تظن...
أنت تفكر كثيرًا في حبك السابق، تكاد لا تراني، انزعجتُ منك مرة فلم تر في حديثي إلا أنه نقد لا مبرر له! لا تفيدك كلماتي الإيجابية... لماذا أظل أفكر فيك إذًأ؟!
ربما لأني أري أنني حمقاء وغبية في أغلب الأحوال، لذلك أعاقب نفسي بك يا عزيزي... لا لا أنت لست عقابًا! تريث وأفهم ما أريد قوله. أنت من أفضل من قابلت، حقًا. ولكننا كالسِّند والفرات، بيننا أشياء مشتركة، لكنا لا نلتقي أبدًا. وزاد علي ذلك جفاف الفرات المتعاظم مهما زادت فيضانات السند. فلا علاقة بينهما.
أنا لا أعرف إن كنت قد قرأت القصص التي نشرتها، فهل ستقرأ يومًا هذا الهراء الملئ بالضعف؟ وبفرض أنك بوسيلة ما، قرأته، هل سيؤثر فيك؟ أستهتز شعرة؟ هل ستتساءل عما رافق هذا النثر، ضحكٌ أم بكاء؟ لا أعلم.
أنا لا استطيع أن أوقف هذا، ولا استطيع أن أحبك أكثر دون أن أعلم إلي أين سيئول حبي، وهل ساستطيع أن أقنعك، بحبي فقط، أن تلتفت إليّ؟
أنا كمن يكاد يغرق في مياة شاطئية ضحلة، رغم ذلك، لا يقاوِم: لا أريد أن أعتدل عن استلقائي المريح على صفحة ماء البحر النقي.. الدافئ، لكني أُرهقت وبدأت أفقد توازني... وأختنق.
كنت أحاول إقناع نفسي أنه لا جدوى من الحديث أو الكتابة، ولكنني أشعر ببعض الألم في صدري، فكرت أنه من الخطير أن أبقي هكذا. كما أنني لا استطيع التركيز، لأن عقلي يرسل لي عبارات تعبر عن حالتي المزاجية الآن، فتزداد سوءً.
لا أعرف يا عزيزي، لمَ أفكر بك كثيرًا هكذا؟ منذ مدة، في الواقع... قلت لك أنها كانت فترة قصيرة وانتهت، ولكني كذبت. حاولت أن أتوقف ولم أفلح.
وكيف أفلح ونحن نتراسل أغلب أيام الأسبوع؟
أخشي أن تقرأ هذا فنفترق، أنا لا أستطيع تحمل ألا تراسلني. من الصعب علي ألا أرى محادثتنا علي رأس القائمة، وخصوصًا حين أكون حزينة، وحين يراسلني الجميع عداك، يضيق صدري بشدة.
أكتب هذه الكلمات علي هيئة الرسالة، لكني سأحولها إلي خاطرة؛ لأني لن أرسلها إليك أبدًا. عندما حاولت أن أخبرك أن تفكيري بك يرهقني، قلت أنني عنيفة. لقد كنتُ منزعجة، ولكن أكنت عنيفة حقًا؟ فأنا لا أذكر أني وجهت إليك أي اتهام.
أتخيل أنك إن رأيت هذه الفقرات والكلمات ستقول:" لم ألمح لها بشيء، ولم أطلب منها أن تحبني. هي صديقتي ليس إلا..." وسأعرف أنك قلتَ ذلك معربًا عن انزعاجك لأحدهم.
ربما تنتهي حياتي بالشكل الذي أعرفه حينها، ربما أصبح شخصًا آخر.
اليوم، تعرضت لموقفٍ غريب...
كنت أنظر إلي السقف منهكة بعد يوم من العمل المرهق، أرتدي عويناتي الطبية، مع أحمر شفاه ممسوح بعدما أكلت. يحسب الرائي أني علي وشك أن أغط في سباتٍ عميق. هزت ذراعي سيدة مسنة، قالت أنها أعجبت بي جدًا. تريد عروس لقريبها. تخيل!!
كنتَ تصفُ حبك الأخير "بالمثالية"، حينها أدركت أنني أبعد عنك بمسافات. لكن هذه السيدة، وعلي هيئتي "المبهدلة" تلك، قالت "مفيش شيء يعيبك".
لقد تحدثتُ معها علي سبيل الهزل، أردت فقط أن أعرف ما يلي من سيناريو الخاطبة. وحين تصل إلي منزلها ستدرك أنها نسيت اسمي. ضحكت من قلبي بسبب الخجل وطرافة الموقف الذي أتعرض له لأول مرة في حياتي، ربما رافق ذلك بعضٌ من السعادة بسبب مديحها.
لكن لم تمضِ عشر دقائق حتي اجتاح وجداني شجنٌ، وشعرت بحزنٍ يضعف جسدي ويبطء خطواتي...
كنت تعمل في مكان قريب، ربما في خارج أو داخل المبني، رأيتك أكثر من مرة، ولم نفعل شيئًا إلا أن ألقينا التحية علي بعضنا البعض. ربما مررت بعدها فقلت لي "استمتعي بالعمل..." ممازحًا ومضيت. لا داعي لذكر أنني حين أراك أتوتر بعض الشيء، وأن تلك المزحة الصغيرة منك تبدد توتري. أحب أن أحدثك، بينما أفرد ظهري وأرفع رأسي لأنظر إليك، للأعلي، وأفعل ذلك بوجداني أيضًا. هذه معلومات علي الهامش.
بعد أن ودعت السيدة، ورأيتك بالخارج تتحدث وتضحك، لم استطع أن أتوقف عن استراق النظر. هل تعلم ماذا قررت حينها؟ قررت ألا أشارك في أعمال جماعية أنت تشارك فيها! لقد كنت أراقبك وسط جمع من البشر، وكلهم يعرفوننا! أتري كم أنا حمقاء؟!
ثم أحاول أن أخفي هذه الحماقة بألا أريك هذه الخاطرة!
كنت أريدك أن تستمع إلي تلك السيدة، ربما تقتنع أنني أفضل مما تظن...
أنت تفكر كثيرًا في حبك السابق، تكاد لا تراني، انزعجتُ منك مرة فلم تر في حديثي إلا أنه نقد لا مبرر له! لا تفيدك كلماتي الإيجابية... لماذا أظل أفكر فيك إذًأ؟!
ربما لأني أري أنني حمقاء وغبية في أغلب الأحوال، لذلك أعاقب نفسي بك يا عزيزي... لا لا أنت لست عقابًا! تريث وأفهم ما أريد قوله. أنت من أفضل من قابلت، حقًا. ولكننا كالسِّند والفرات، بيننا أشياء مشتركة، لكنا لا نلتقي أبدًا. وزاد علي ذلك جفاف الفرات المتعاظم مهما زادت فيضانات السند. فلا علاقة بينهما.
أنا لا أعرف إن كنت قد قرأت القصص التي نشرتها، فهل ستقرأ يومًا هذا الهراء الملئ بالضعف؟ وبفرض أنك بوسيلة ما، قرأته، هل سيؤثر فيك؟ أستهتز شعرة؟ هل ستتساءل عما رافق هذا النثر، ضحكٌ أم بكاء؟ لا أعلم.
أنا لا استطيع أن أوقف هذا، ولا استطيع أن أحبك أكثر دون أن أعلم إلي أين سيئول حبي، وهل ساستطيع أن أقنعك، بحبي فقط، أن تلتفت إليّ؟
أنا كمن يكاد يغرق في مياة شاطئية ضحلة، رغم ذلك، لا يقاوِم: لا أريد أن أعتدل عن استلقائي المريح على صفحة ماء البحر النقي.. الدافئ، لكني أُرهقت وبدأت أفقد توازني... وأختنق.