أمي: ماذا تفعلين؟
أنا: أكتب شيئًا ما...
أمي: قصة جديدة؟
أنا: ربما، إذا أعجبني ما أكتبه، سأكملها.
أمي: لا تضيعي الكثير من الوقت في ذلك.
- أنا أسدد لها نظرة توحي بعدم الفهم. -
أمي: لا تستهلكي نفسك في نشاط جانبي.
أنا: حسنًا.
أمي: (بعد دقيقة من الصمت، ونظرة فضولية إلى
الأوراق المتناثرة على المكتب) لماذا تكتبين على أية حال؟
وهنا أبدأ في شرح مختصر لأسطورة الفكرة
المُلحة التي تصيبني بالصداع في حال لم أخرجها.
********
أي شخص غريب ( اختصارًا "س"): لماذا
تكتبين وتجتهدين في مجال ليس لك؟
وهنا ادخروقتي، ومجهود حنجرتي، التي تتحسس
النقاشات الفارغة فتأمر صوتي بالتقهقر والحشرجة، وأقول:" تسلية!"
******
نظرت اليوم في مرآتي، فأبصرت إمرأة في منتصف
العمر... غاضبة، تتمنى أن يتوقف الزمن، لا لكي تظل شابة، ولكن لأجل رغبتها الشديدة
في إنتهاء العالم...
بعدها بدقائق، تذكرت حلمًا غريبًا، فتحولت
السيدة المكتئبة إلى مراهقة مخبولة تضحك وحدها.
ولولا أن ذلك لا يتكرر كثيرًا، لحسبت نفسي متعددة الأقطاب... يالرعب!
أعتقد أن كلًا منّا يحمل بداخله كيمياء
مختلة، تطل من عينيه كل صباح صارخة: "ذهنك معطوب!" للأسف، الكثير من الناس
لا يلحظونها...
أنا، لسوء الحظ، أنتبه إلى سقطاتي ونواقصي...
ولهذا أكتب، ليفعل كل سجين بداخلي ما يشاء. لثقوب روحي حق التعبير عن نفسها، ولعقلي
حرية اختيار الشخصية التي يجب أن تسيطر على يومي، لا بأس.
جُلّ ما أخشاه، هو أن تخذلني الكلمات، اللغة
قاصرة عن مواكبة أدمغتنا الثائرة دائبة العمل...
في لحظة الإلهام، أنت تملك كل الاحتمالات، تستطيع
تكوين عددًا لا يحصى من الجُمَل، رغم هذا... أنت لا تستطيع أن تساير القصص التي
حبكها ذهنك المجتهد، متخيلًا الطرق اللانهائية التي أمكن لقدرك المرن أن يقودك
إليها... لكنه جلس يراقبك تهوي بلذة، ولم يتحرك.
ولنفس الأسباب المذكورة شاركت في المسرح...
ومازالت الكلمات لا تكفيني، مما جعلني أتوقف عن التعبير لفترة.