الأربعاء، 6 مارس 2019

خاطرة

هذا المكان يصب لعناته على من يحاول أن يعرف أو يسأل... يكفي أن تُلِم بالقليل عنه حتى تبتئس. التعاسة تلازمنا فقط لأننا هنا، وتولِّد بداخلنا يأسًا ضاغطًا يطرد الصبر، فلا ننتظر الرحمة... ولا نتطلع إلى السماء سائلين الله الفرج، كما اعتدنا أن نفعل بعد كل محنة.
لا يجوز إنكار أمارات الرأفة والتلطف من جانب الكون، لكنها لا تكفي...
 ذلك الصمت... بل والسماح بسفك الدماء قاسٍ ومنفر وفظ. سُبُل الطغاة والسفاحين الممهدة لتدميرنا وإماتتنا تكاد تفقدني صوابي.
نصيبي من الرحمة الإلهية بداخلي يستنكر... يصيح. أشاهد التبريرات تتداعى، تنهزم المبادئ وتتراجع المعتقدات في ندم – أو هكذا يخيل إليّ- فيمزقني الصراع ويتمكن مني... أهلك.
والأنفس الهالكة... الميتة... لا يسعها أن تؤمن، وتختار في النهاية ألا ترغب أو تأمل. سقطت الرحمة  في فخ... سباتٍ عميقٍ، فقام العالم - غافلًا- بتسليم زمام عبثيته للعنف كي يستغلها كما يشاء.