الثلاثاء، 26 أبريل 2022

زفرة - خاطرة 8


إن الهواية التي تتخذها كوظيفة تصير هويتك، فتملأ وقتك ولا تترك مجالًا في ذهنك لغيرها من الأفكار والمعضلات، ثم بمرور الوقت تصبح روتينية ويختلط عليك الأمر. وتقوم بها في النهاية لأجل الواجب والرزق.
تشعر بالملل... تأخذ إجازة.. يزداد بؤسك كلما تذكرت المسئولية. أتتركها؟ هذا جنون! ماذا عساك تكون إذا أقلعت عنها؟
ما هو العلاج في حالة إصابة رئتيك بمرض ما، أصبحت بسببه لا تستطع التنفس... فقدت الزفرات آليتها وعليك أن تسحب الكمية المطلوبة من الهواء متعمدًا كل ثلاث أو أربع ثوان؟ إذا غفلت عن مرة اختنق دماغك وفارقت الحياة!
أنت لم تفقد شغفك بعد، تحتاج إلى البحث عن حل ما... وفي كل الأحوال، عليك بالمثابرة وحث نفسك على الاستمرار...
من الخطر أن تتنصل من ذاتك. لن تفقد حياتك بالطبع، لكنها ستفقد ألوانها وحيويتها وتئول إلى الجمود، فتتلف روحك كشريط فيلم يحترق.. يصدر أصواتًا غريبة لا معنى أو غرض لهل. لن تقدم للعالم نفعًا أو ضرًا... سينساك وأنت حي، وحينها ستموت تمامًا، بلا أثرٍ أو رماد.