هناك أغنية قديمة للويس بريما – وآخرون في
الواقع – تدعى "ليس لدي أحد", يؤكد فيها لويس أن لا أحد يهتم لأمره... وأنه
حزين ووحيد... فالحياة تستمر بدونه...
يردد "ليس لدي أحد... أنا مجرد مغني..."
بنبرة سكير يائس، فتضطرب أوتار نفسي...
أنا محاطة بالأصدقاء والأخيار، أصافح الناس وأمازحهم...
أخوض المناقشات... استمع لمن قادته الأقدارإليّ، وأنتحب أنا أيضًا في حضرة أحدهم.
ثم أعود إلى نقطة ما... أدرك فيها أنني بحاجة إلى
شخص واحد - لا أعرف هويته- ، ليربت على كتفي، فيختفي هذا الغمام.
ورغم ملابسي الصوفية وأطرافي الدافئة، أشعر بالعري
والبرد... والضآلة.
ما مصدر هذه العاصفة التي تدك عقلي كل خريف؟
حين بدأت حياتي الجامعية، حسبت أنني سأتحكم
بحياتي وأحدد ما يمكن للظروف المحيطة أن تلحق بي من ضرر، لكني فشلت!
كيف لهبّة ريح أن تُحدث فيّ كل هذا الأثر؟
ليالٍ بلا نوم، أسابيع بلا صوت واحد...
ما هي الوسيلة التي تأقلم بها قدماء المبدعين
مع وحدتهم المذكورة في أحاديثهم ومذكراتهم وسِيَرِهم؟ أهي قدرة خارقة؟ أيستطيع
الانسان أن يستخرج العسل من نار تكوي قلبه؟!

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق