الثلاثاء، 13 مايو 2025

على الحافة

 لم اعتد بعد على مرور العاصفة، الناس نيام، الليل يدفن أسراره. صمت... كل شيء إلا عقلي.

عقلي الذي كان يتمنى أن ينعم بالهدوء حين كانت العاصفة في أوجها... وكل الأفكار تتطاير، كل شعور ملق في جانب من الكون.

لم يستطع ذلك المسكين المواكبة!

هدأت العاصفة،  انتهى الضجيج وأمكننا استشعار الفوضى الناتجة عنها.

ببطء يبدو لكم مملا ولنا ضروريًا، نرتب ونضع الأمور في نصابها.

انقضى الحفل قبل نهاية الفيلم، هرول الناس هربا من الملل.

لكننا، أبطال القصة، مازلنا نلملم شتات أنفسنا، نحاول أن نرجع الرماد إلى صورته الأصلية، التي لا نتذكرها.

السكون... الظلام... يبتلع حركة الناس في الشوارع، احتفالاتهم بالصيف، ضجيج سياراتهم.

لم أكن أعلم أن للصمت للصوت.

ليس صفيرا كما في افلام الثمانينات شديدة الدرامية.

فقط، لا شيء. لم يجد عقلي بدًا من الاعتراض بأن يستمرفي هدهدة نفسه، حركته البندولية تزعجني.ٍ

ليس باليد حيلة! فأنا أيضًا اعتدت العواصف والحروب.

صحيح أنني لم أعد أحاول الهرب من بندقية التوتر أو الاختباء من معايير المجتمع...

لكن... كيف أشرح لكم؟

تحررت الغزالة... ولم تطلق في بيئتها الأصلية بل في الفضاء. إنها تطفو في الظلام، لا يؤنس وحدتها إلا لمعان النجوم، لكنها بعيدة... وعريبة عنها.

أحياناً، أفتقد العواصف.

هل تشوه عقلي؟!

الانسان في عقد مع الموت والحياة... لا الكوارث!

لم أسجل بيناتي على ورقة تلزمني بالقاء على الحافة!

أنا في غرفتي، في سريري، في مكاني الآمن.

لماذا أشعر أنني لن أكتمل إلا حين ألقي بنفسي في ساحات الحرب؟!

باع الانسان في الأدب الكلاسيكي روحه للشيطان في مقابل الأبدية والقوة المطلقة، هل استبدل الانسان الحديث راحة البال بالروح في نسخة أجدد من العقد؟!

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق