أرقد، أحاول ألا أنسى، أبقي عقلي مشغولاً
وذهني مشحوذًا... أنا هنا منذ شهرين تقريبًا، لا أرى إلا الفئران والحشرات...
أضم ركبتي إلى جذعي حتى تتهاون معدتي الفارغة
قليلًا.
أذكرأني شددت قوامي عن آخره يومها رغم
آلام ظهري، و تظاهرت ابتسامتي بالثقة حتى تعينني على إخفاء أمارات السهر والوهن...
وقفت وسط الجمع أنادي بضرورة محاربة الجماعات
المتطرفة المسلحة، وعنفت الحاكم بشدة لتهاونه مع مجرمين اختطفوا مائة أو أكثر من الفتيات...
يقع جُل اللوم عليه... سمح للمغالين في دينهم
بالانتشار في ربوع الدولة، وببث أفكارهم ومعتقداتهم... ومنها ضرورة منع الفتيات من التعليم!
ثم غض الطرف عن خططهم الراسخة لتسليح أنفسهم،
متعللاً بانشغاله بالخطر المتلصص والأذرع الخارجية والأجنحة البركانية...إلخ. أبله
غبي!
عندما وصلنا الخبر كنت أزور إحدى قريباتي...
بكينا. كيف استطاعوا سبي هذه البراءة؟
أتأمل الأحداث وأتفكر... هل من السهل على شخصٍ
بالغ أن يؤمن بهذه الهشاشة؟ وأنى لهم أن يسهوا عن الحقيقة القائلة أن فرار الدين
من المنابر إلى ساحات المعارك هو إفساد؟ كيف يسمح رجل عاقل لنفسه أن يسجد – مثلًا-
للحم جرذ متعفن، فيقبل أظفاره ويذرف الدمع على فرائه القذر؟
بُح صوتي... عدت إلى المنزل... استلقيت على سريري، شعرت أني أغرق في أفكاري وحدي. ثم انتشلني زوجي بكوب من الشاي الأخضر. سألته: ما سر هذا الاهتمام؟
بُح صوتي... عدت إلى المنزل... استلقيت على سريري، شعرت أني أغرق في أفكاري وحدي. ثم انتشلني زوجي بكوب من الشاي الأخضر. سألته: ما سر هذا الاهتمام؟
"الفضل يعود إليكِ في عدم إنجابنا أطفالًا..."
ادهشني رضاه عن فكرة ظلّت تؤرقه لعشر سنوات، بينما دافعت عنها أنا بشراسة؛ فقد أدركت آنفًا أن الحياة بشكل طبيعي وحميم في بلادنا شبه مستحيل، فأطفأت جذوة الرغبة والأمومة داخلي مبكرًا.
فلنتخيل للحظة أنني استسلمت لإلحاحه! لكانت لي الآن فتاة صغيرة جميلة محتجزة في الجحيم!
اغتممت لحال صديقاتي، وعاونتهم على البحث بقدر
ما سمحن لي...
كُن يتأففن مني، اتهمنني بالتصنع وإدّعاء
المثالية لأنني في الواقع لا يوجد لدي دافعٌ للحزن والانشغال مثلهن. استعصى عليّ الفهم، ووجب علي الانسحاب...
باغتت الشرطة منزلي بعدها، اتُهِمت مع آخرين
بتحريض الشعب على الثورة، ومحاولة قلب نظام الحكم!
قامت الدنيا، وهاجت الجموع، طالب الناس
بالإفراج عن الكثير من الأسماء، وأُطلق سراح العديد منهم...
حين جاء زوجي لزيارتي استشعرت فيه الحزن
والضعف، ولم أكن أتوقع ذلك.
سألته، فأجابني بأن السيدات غاضبات، ويحمل رجالهن الكثير من الشهادات والأقاويل المنسوبة إليّ... سيلصقون هذه التهمة، وغيرها، بي.
سألته، فأجابني بأن السيدات غاضبات، ويحمل رجالهن الكثير من الشهادات والأقاويل المنسوبة إليّ... سيلصقون هذه التهمة، وغيرها، بي.
أخبر جرذٌ ما المحققين أنني اتصلت بزعيم إحدى
العصابات، وقمت بالإيقاع بالأطفال حقدًا على أمهاتهن الولّادات!
اتهمني البعض بانعدام الأخلاق، والعقم ،
واستغلال الحدث لإغاظتهن...
زعم آخرون: "إنها تشجع وأد البنات...
وأكل الحوامل للطين... وكل فعل يمكن له أن يُفشِل ولادة أو يُمرِض طفلًا..."
إن خرجت... سأجدني غارقة في بحر من العار والشؤم والهراء!
لا أستطيع التنفس، رؤيتي غير واضحة. أردت فقط
أن أحمي نفسي، ألا أظلم أو أُظلَم، وفشلت...
وراء هذا الباب لا يوجد إلا الحقد والغل.
أتمنى الآن أن تبتعد الحشرات القذرة عني...
أن تخفت قرقرة أمعائي لدقيقة واحدة...
أن تتواءم فقرات ظهري مع تعرجات الأرضية الخشنة...
أرغب في النوم فقط حتى تأتيني النهاية.
أتمنى الآن أن تبتعد الحشرات القذرة عني...
أن تخفت قرقرة أمعائي لدقيقة واحدة...
أن تتواءم فقرات ظهري مع تعرجات الأرضية الخشنة...
أرغب في النوم فقط حتى تأتيني النهاية.
💙💙💙
ردحذف