الجمعة، 25 يونيو 2021

Timmy Turner’s ultimate wish

 

Most probably, we all have watched “The Fairly OddParents” growing up. It was cool -and slightly rewarding- to see a child like us having everything he wished for. He had what some of us couldn’t have, and I am not referring to the fancy supper-fast delivered stuff, I am actually talking about his listening and present parents.

Yes, they were unreal, pretty weird, and sometimes dump, but they were there!

Every day…

Through thick and thin…

During big and small moments…

Despite the writers using the careless parents and the evil babysitter story lines as a justification for Timmy deserving his Kosmo and Wanda, personally, I thought back then: "everyone deserves someone to be there when they are lonely, even if these dull periods only last for minutes”.

But this is somehow an Ethical dilemma, not my point for now.

Since the beginning of the 20th century, humans have been going through a lot.

Wars, radioactive crisis, occupations, massacres, Governments corruption, virulent bacteria (pre-penicillin era), USA vs Russia, and economic issues.

It was a matter of welfare to think of your mental health or psychological needs, therefore, it was also welfare to prioritize your child’s prosperity. No body understood the value of proper communication with kids, to be there for their boy/ girl because they had to provide for them and to ensure a roof over their heads in a volatile world. It’s reasonable.

However, this produced a number of the world worst criminals, “Cherchez les…” abusive childhood and head trauma when it comes to serial killers!

In 2021, I always doubt the parent’s alibi for not supporting their children. I mean… of course it is still a volatile world in a different "speedy" way, but, in such fast-paced communities, wherever you are, a kid needs love and attention here and now, because time flies, and if they do not receive what they naturally deserve, it will lose every meaning to them.

They will grow up and mature faster than the previous generations did, hating the world and feeling a void in their hearts, knowing that it is eternal, nothing can cure it except psychotherapy, which is still neglected by Governments and financially unavailable for many people.

There is a very narrow window which we should catch, so that we protect our children from their worst future enemy: Mental illness.

Now that I am a grown-up, I wonder why Timmy Turner did not wish for a mental-illness-free life before he lost his fairy parents.

الأحد، 3 يناير 2021

مرايا

قاده العالم المشرف على التجربة إلى القاعة المظلمة، وتركه هناك مرتبكاً وحيداً لا يعلم ماذا يصنع، حتى دوى صوته من أحد الأركان: "هل أنت جاهز؟"

صاح "نعم!" رغم قلقه، وعدم تأكده من ماهية ما يجب أن يكون "جاهزاً" له.

أشعل المشرفون مصدر الإضاءة الوحيد... الخافت، فانعكس نوره على مرايا عديدة متقابلة تملأ المكان.

سيمكث الشخص موضع التجربة هنا أسبوعاً، محاطاً بصوره من كل إتجاه.

سيراقب المشرفون تفاعله مع هذه القاعة الضخمة المثيرة للجنون...


اليوم الأول:

أخذ يتجول مستكشفاً...

سمع ناقوساً كالإنذار، تبعه تنبيه بموعد الفطور. عاد أدراجه بشق الأنفس... اضطرب وتعرق، عبثت انعكاساته التي عجز عن عدّها بعقله، كلما التقت عيناه بعيّني خياله، نظر له الأخير محتاراً: هل أنت واثق من صحة هذا الإتجاه؟

تكرر الأمر وقت الغداء والعشاء.

ما أذهله حقًا هو الحمّام؛ فحوائطه وسقفه وبابه مرايا، وصعقته فكرة أنه سيشاهد نفسه - مضطراً- بينما يقضي حاجته، فأغمض عينيه ومضى فيما يفعل.


اليوم الثاني:

استثمره في دراسة المرايا، واكتشف اختلافات طفيفة فيما بينها.

"ليست متقنة الصنع." همس لنفسه.

أمعن النظر في جسده ووجهه، لاحظ ندوباً وترهلات لطالما غفل عنها، غمره الامتنان لخوضه هذه التجربة، إذ تمنح له وقتاً كافياً ليتأمل نفسه ويواجهها، ويتقبلها.


اليوم الثالث:

أُرسِلت له وجبات دسمة شهية متعته بالطاقة والسعادة، قام يتبختر بين المرايا ممازحاً ذاته المتجسدة أمامه. أخد يقلِّد عادل إمام وتوم كروز تزجيةً للوقت، ثم شرع يقلب في ذكرياته آملاً أن يجد حلاً لأزمات حياته المتشابهة.

ونام ملئ جفنيه..


اليوم الرابع:

أفاقته معدته المتألمة، وتساءل: أهذا صباح أم مساء؟

أغفي طويلاً؟

لم يعد يشعر بالوقت.

اشتدت الحرارة فاستنتج أن وقت الظهر أو ما يقاربه قد حلّ. 

وجبته التالية كانت كوباً من اللبن البارد وبعض البسكوت... وتذكر أنه أخبرهم عن حموضة معدته أثناء الفحص الطبي ضمن إجراءات ما قبل التجربة.

"أيقصدون العبث بجهازي الهضمي؟ أم ساعتي البيولوجية؟"

تساءل متفاخراً لاستخدامه لفظ "الساعة البيولوجية" الذي قرأه مؤخرًا في الجريدة.


اليوم الخامس:

تدهور مزاجه، فتيقن أن ساعته الداخلية تعطلت.

فقد قدراً كبيراً من طاقته، استسلم للملل.

استند على إحدى المرايا مواجهاً أخرى، اتقدت بداهله جذوة غرور صغيرة جراء تقبله الحديت لشكله وبطنه وذراعيه الرفيعتين. وهذا ليس تصالحاً مع الذات؛ لقد حُشر هنا وحده، لا يوجد من يقارنه بابن الجيران أو الممثل الفلاني... وصوره المتقابلة المتكررة تبعث إشارات متلاحقة - لا يعيها - لدماغه؛ فيمجدها ويعبدها.

تجرد من ملابسه... وأقتنع أن كل سنتيمتر من جسده جميل.


لم ينم تلك الليلة.


اليوم السادس:

عيناه مفتوحتان، محمرتان...

مَلّ المرايا، والإضاءة التي لا تتغير، وفكر: "ما هذا الهراء؟! لماذا أحشر نفسي هنا؟"

تريض قليلاً، ثم زاد من شدة التمارين حتى يغفو.

واستيقظ ليجد أطباق الفطور فوق رأسه...

"يالكم من لطفاء!" قال بامتعاض.


سلموه ورقة استبيان، طُلِب منه فيها رأيه وما أحس به من تغيير في شخصيته وملاحظاته عن القاعة والطعام والخدمة... فأدرك أن هذا يومه الأخير.

سيخرج غداً ليواجه العالم من جديد...


تذكر أهله الغاضبين على الدوام، وحبيبته التي تنتظر أن يتقدم لخطبتها، ووالدها الذي يخشاه...

سيعود ليكون قلقاً صامتاً، منتقداً ذاته التي استطاع بشكل غير مسبوق، التصالح معها هُنا!


الخروج:

خطت قدماه أرض الشارع... عصرت الوحشة قلبه. 

لقد نسي هيئة الناس والأطفال، ولدهشته... لم يفتقدهم.

اتجه إلى متجر ليبتاع بعض الطعام، كعادته قبل التجربة.

اقترب من البائع ليعطيه المال، وفي اللحظة التي لمح فيها انعكاسه في عيني الرجل، انتشى ورقصت جوارحه! بُهِت وبوغت، وأخذ يماطل ويطيل الحديث، وكلما التفت البائع إلى زبائنه حاول شغله عنهم! مدفوعاً بالشك والحيطة، صاح في الفتى أن يبتعد.. لقد أفلت المسكين بأعجوبة!


استسلم... لكنه أمضى لياليه وأيامه لا يرى في البشر إلا عينين، ويشتاق إلى صورته... التي كانت تبدو في كل نظرة، مختلفة ونابضة بالحياة.


الضحية

 ‏ودع "م" أصدقاءه الرابضين في قهوة المحلاوي متجهاً إلى منزله بخطوات متكاسلة وبقلب آسف؛ فهو لا يريد ترك عبثهم.

‏صاح أحدهم: "لا تهدر هذه الليلة الصيفية بديعة! إنها الثانية عشر صباحًا!" 

‏م: " أولئك الأوغاد يرفعون صحف الحضور في تمام الساعة الثامنة والنصف!"


‏أخذ يتمطى ويتأمل المارة في الطريق المزدحم، عابثاً مع السيدات منهم؛ فيسير ملاصقًا لهن، ويلقي لفظاً أو دعوة فجة لمرافقته إلى مكان ما... على سبيل التسلية بالطبع. وعندما تسبه إحداهن، ينظر إليها بتبجح، فهي غبية ثقيلة الظل، كيف لها ألا تقبل أن يصبح جسدها مادة للتندر والمزاح؟! هو يشفق على أمثالهن من الكئيبات قاتلات الدعابة!


‏إنها عادته؛ المشي ممل، ألا يستحق بعض الترفيه بعد يوم طويل؟

‏أحيانًا يتطاول "الترفيه"... فيمتد ليلمس هذه أو تلك، لتقف مصدومة... مبتورة اللسان... كفأر ميت..

وتغمره هو نشوة انتصار غير مبررة، لكنها مرتبطة بالعبث بأجساد الأخريات..

‏وصل "م" أخيرًا إلى شارعه الهادئ، المظلم نسبياً. 

‏أولاد يلهوّن... وبقالة متواضعة مازال صاحبها مستيقظاً…

*******

سُمِع صوت احتكاك معدني... فارتطام جسد "م" بالأرض. ثم شوهِد شخص ما يركض إلى الجهة الأخرى، حيث اختفى...


‏ حققت الشرطة في الواقعة على مدار شهرين.

‏أشاد أهله وأصدقاءه بسلوكه، لا أعداء... لا مشاجرات. "م" قصير القامة، رفيع كعود قصب...ذو ملامح مسالمة، محبوب من الجميع.

‏لا يوجد شهود إلا الصبية والبائع، واتفقوا جميعاً: رجل طويل القامة، يرتدي بنطالاً أسود ومعطفاً قصيراً وقبعة صوفية، ضرب "م" بمفتاح إنجليزي، - أو"العصا الثقيلة التي يستخدمها الميكانيكي!" كما قال أحدهم – على رأسه، وهرب.


‏أضاف أصغرهم: "لا أعرف، بعض الفتيات طويلات كشجرة..."

تجاهلوه... واستمر التحقيق...

‏********

‏مرت نصف ساعة منذ أن وقفت الفتاة في ذلك الموضع...

‏ظهر "م"، فتبعته بخفة... نادت بخفوت: "لو سمحت!"

‏ وقبل أن يلتفت بالكامل، هوت على رأسه بأداتها…


و‏هرعت عبر طرق ملتوية عائدة إلى منزلها، فتحت الباب، واندست إلى الداخل متسللة.


‏"أين كنتِ؟"

‏فزعت "ن" وأطلقت صرخة مكتومة. أشعلت الأم المصابيح.

‏رأت "ن" وجه أمها وهو يتبدل، من الشك والغضب إلى الفزع والرهبة... كادت تشعر بنيران أمها المحرقة وهي تندثر مخلفةً وراءها العدم...

‏ها هما الآن، يغرقان في الخوف معاً.


‏"ما بالك يا بنيتي؟ أنتِ ترتجفين!"

‏أحقًا ترتجف؟ إنها لا تشعر إلا بصخرة تشدها لأسفل... ستسقط... ستنهار..

‏غطتها ببطانية وأجلستها.

أخرجت "ن" المفتاح المدمى. ‏"كلور... كلور" قالت لاهثة.

أخذت الأم منها دليل الإدانة، وهي تتأمل أظافرها الزرقاء وشحوبها... وسروالها المبتل.

ثم ‏ألقت به أسفل الصنبور.


‏"ماذا فعلتِ؟ ردي!"

‏غابت "ن" عن الوعي لبرهة أنهتها أمها بغارة من الثلج والماء. وكف ذهنها عن الطنين واستقرت روحها، قصت ما حدث كمن يحكي حلماً.


‏لطمت الأم... تلعثمت وانتحبت، أرادت أن تصيح فتخرج تلك الغصة... 

‏وضعت كلتا يديها على فمها مكرهة. 

‏"لماذا؟ 

‏هل رآكِ؟

‏الكل يخضعن وينسوّن في النهاية! المُغتَصَبات يصمتن ويشعرن بالعار! 

‏لماذا؟ لماذا؟!"

‏هل آذت الأم نفسها بينما تنوح؟ أرأت "ن" خدها الأيمن ينزف؟ 

هلوسة؟!


‏"لماذا!" صاحت "ن" بغضب... "هذا ليس بسؤال! ءأنتِ بلهاء؟ منذ استوقفني في ذلك الشارع، وأمسك بــ.. بصد..." لم تكمل كلمتها، لم تستطع، ودت لو تغرق في المقعد، أن تذوب في نسيجه كأنها لم تكن...

واصلت بعد برهة "منذ ذلك الحين وأنا أتألم، مازلت أشعر بأصابعه... وأراه في كل زاوية مظلمة!"

اختلطت كلماتها بالنشيج ..."أود لو اقتطع هذا الجزء من جسدي. لم أقدر أن أغفر لنفسي استسلامها! أنا لم أعد تلك الجثة! كان بإمكانه أن يفعل بي ما هو أبشع... أنقذني الله! أنقذني لأنتقم! أنقذني لأحيا هانئة البال مطمئنة النفس. لقد وجب عليّ قتله!"

‏ووقفت فجأة وهي تلهث وتبكي... ثم حاولت اللجوء إلى غرفتها، لكنها سقطت قبل أن تصل إليها.

‏********

‏قامت الأم بوضع الخطط ومحاكاة الموقف والمحادثات والتحقيق مراراً. قد تأتيهم الشرطة غدًا، أو بعد غد، أو ربما بعد شهر!

‏إنها مؤرقة... منهكة القوى، تنتظر وتترصد...

‏ الأب لا يعرف، وأصيبت البنت بالحمى مدة أسبوع. 

‏كلما حاولت الأم أن تملى عليها كذبة مشتركة – على سبيل الاحتياط - ، تحملق فيها وتضحك! 

"ياللخيال الواسع يا أمي! ماذا حل بكِ؟ يالها من قصة!"


قصة!

اعتلَّ عقلها؟! نسيت؟!


ربما ‏سَبَقَتْها بخطوة...إذاً فهي ممثلة ٌبارعة!


‏تضرعت إلى الله باكية…

"لن تدعني ابنتي أتعذب بتلك الذكرى الساحقة وحدي! لا! مستحيل! 

أعِني يا رب...

‏الخطة إذًا أن نتناسى… حسن جداً… سامحنا يا الله.."

"سأتناسى."