السبت، 24 مايو 2025

Permenant

 It's a blue dress, my heart is wearing one

Not for sadness,

Not per loneliness.

Blue is not the patreon of gloominess,

and it is not my standard.

Even bluebells are not really blue,

they always give a hint of purple,

looking down,

not weeping, but directing the sky to the direction its tears should go.

What if the sky is not truly blue?

It is not, isn't it?

That's the thing;

Blue is just a reflection...

of darkness and melancholy, of the shadows within.

The sky is just a black tissue withholding tears as clouds, 

the wind roars... cold.

I fear the cold wind is my only friend.

Roaring is my white noise,

my music.

My voice!


الثلاثاء، 13 مايو 2025

على الحافة

 لم اعتد بعد على مرور العاصفة، الناس نيام، الليل يدفن أسراره. صمت... كل شيء إلا عقلي.

عقلي الذي كان يتمنى أن ينعم بالهدوء حين كانت العاصفة في أوجها... وكل الأفكار تتطاير، كل شعور ملق في جانب من الكون.

لم يستطع ذلك المسكين المواكبة!

هدأت العاصفة،  انتهى الضجيج وأمكننا استشعار الفوضى الناتجة عنها.

ببطء يبدو لكم مملا ولنا ضروريًا، نرتب ونضع الأمور في نصابها.

انقضى الحفل قبل نهاية الفيلم، هرول الناس هربا من الملل.

لكننا، أبطال القصة، مازلنا نلملم شتات أنفسنا، نحاول أن نرجع الرماد إلى صورته الأصلية، التي لا نتذكرها.

السكون... الظلام... يبتلع حركة الناس في الشوارع، احتفالاتهم بالصيف، ضجيج سياراتهم.

لم أكن أعلم أن للصمت للصوت.

ليس صفيرا كما في افلام الثمانينات شديدة الدرامية.

فقط، لا شيء. لم يجد عقلي بدًا من الاعتراض بأن يستمرفي هدهدة نفسه، حركته البندولية تزعجني.ٍ

ليس باليد حيلة! فأنا أيضًا اعتدت العواصف والحروب.

صحيح أنني لم أعد أحاول الهرب من بندقية التوتر أو الاختباء من معايير المجتمع...

لكن... كيف أشرح لكم؟

تحررت الغزالة... ولم تطلق في بيئتها الأصلية بل في الفضاء. إنها تطفو في الظلام، لا يؤنس وحدتها إلا لمعان النجوم، لكنها بعيدة... وعريبة عنها.

أحياناً، أفتقد العواصف.

هل تشوه عقلي؟!

الانسان في عقد مع الموت والحياة... لا الكوارث!

لم أسجل بيناتي على ورقة تلزمني بالقاء على الحافة!

أنا في غرفتي، في سريري، في مكاني الآمن.

لماذا أشعر أنني لن أكتمل إلا حين ألقي بنفسي في ساحات الحرب؟!

باع الانسان في الأدب الكلاسيكي روحه للشيطان في مقابل الأبدية والقوة المطلقة، هل استبدل الانسان الحديث راحة البال بالروح في نسخة أجدد من العقد؟!

 

الأمور تحدث

الأمور تحدث...

التتابع حتمي

تتابع المصائب..

تتابع الأفراح.

تتابع الصمت، استمراره.

لكن وسط التتابع...

وسط الانهيار الجليدي.

متى يكتشف المرء ذاته؟

تشكلنا الصراعات، هذا أمر واضح...

متى إذن  نتوقف، نستنشق الزهور... ونتعرف على ذواتنا؟

نعدلها ونشكلها لتصبح تحفة فنية لا صخرة أو صبارة.

ثم... أيسمح لنا الدهر أن نلتق صورة لتلك التحفة؟

الأربعاء، 3 أغسطس 2022

13

كنت في الثالثة عشر، ونعتتني إحداهن بال "عروسة".. نعم، شعرت بالاهانة. رغم أن الفتيات في تلك السن يحلمن بمساحيق التجميل، برموش أطول وشفاه أكبر، وبرضع وأطفال بخدود كبيرة، لم أشاركهن نفس الشغف.
في الثالثة عشر، لاحظت نساء العائلة أن جسدي بدأ يتغير، ببطء غير مقلق، ربما هذا التمهل هو ما ساعدني على تقبل جسدي الجديد. ولكن هؤلاء النسوة افترضن أن "خراط البنات" لن يطيل المكوث، سينجز مهمته بسرعة وفي نطاق المسموح به، وأن تحفته الفنية لن تتغير... أبدًا.
في العشرين، خرجت التحفة الرخامية عن قالبها، وهلع الجميع أما مؤخرتي المتوسطة  - الكبيرة الحجم بالمقارنة بباقي العائلة.
استغرق الأمر بضع زيارات، أي أسابيع، حتى تستوعب كل واحدة منهم أنني مازلت أكبر. تعجبهن أمرضني، فقد تم تلقيني أن الفتيات كن يتزوجن عند الخامسة عشر في المتوسط. ألا يجب على الزواج أن يتوج نهاية رحلة النضوج؟
تخيلت نفسي متزوجةً لأحد الرجال العاديين، متوسط الثقافة والذكاء، ...
يستيقظ زوجي "البلدي" يوماً ما ليجد أن حجمي تغير. هل يسخر مني؟ يطلقني؟ يفرح؟ أيتهمني أنني أهملت حبوب منع الحمل؟ يعتب على إهمالي وترهلي؟
حين لاحظت أمي التغيير، رافق ذلك اكتشافات أخرى...
مواعيد دورتي الشهرية أخذت تتأرجح في  مد وجزر حتى استقرت في منتصف العشرينات. اخشوشن شعري، تذبذبت شخصيتي حتى استقرت على أبعد نقطة مما ارتأته هي لي.
وإن كانت المسألة الأخيرة لا علاقة لها بالسن، فما اعتبرته أنا " نضوج وحب للذات" حسبته هي "مسخرة"
لم تعتد أمي على منظر المؤخرات الكبيرة: عندما تمشي في الشارع، تغض بصرها عن السيدات " المليانة". نقطن في مكان يعج بصاحبات الوزن الثقيل والتضاريس ذات الحضور القوي. السيدات هنا لا يتحدثن، بل تسمع صوت أثدائهن؛ تفرض وجودها  وبالتالي وجود صاحباتها في المكان. تحيطني بضخامتهن،- أنا الطفلة قصيرة القامة-، ولسبب تافه أحسبهن أكثر أمومة وحكمة، واستسلم لما يقلن. تفاهة مؤقتة.
امي تتحاشاهن، وتلقي بنكات عن أجسادهن بلا حساب.
وكنت أضحك، حتى اختطفتني هرموناتي لحساب الفريق الآخر.
عند شراء الملابس، تنبهني على وجوب انتقاء ما يخفي الزائر الجديد .. ولا اعرف كيف!
تمنيت أن يكون مجرد زائر، لكنه لم يرحل بالتمارين ولا فقدان الوزن. اشترى بيتاً، ولن يرحل
 ينتهي بي الحال بملابس وسعها كالجلباب، داكنة اغلب الاحيان.
تمسك أمي قطعة الملابس وتشد وتشد... للأجناب والأسفل، تحاول صنع اكبر مساحة ممكنة لخلق فجوة تكفي جزءا مني.
تنظر إلى خصري بتأفف، وعدم رضا، وخجل. تسأل النسوة..و"طلعت لمين دي؟"
فتجيب بسرعة: مش أنا!
عندما نسير سويًا، تنظر لطرف بلوزتي بصرامة، علها تستحي، وتطول من تلقاء نفسها.
وإن طالت، لن تخفي أن ما تحته يحتل مساحته وزيادة.
لم أعد أمنع نفسي من النظر إالى أجساد النساء والفتيات خارج نطاق العائلة، التي اكتشفت أنها لا تمثل الكل. فلا الجميع يمتلك أجسادهن التي برمها الفقر وسوء التغذية، ولا الجميع يشعرن بالعار كما يفعلن.

إحداهن تملك أثداء بارزة، ترتدي حمالة صدر ضيقة.. تتحمل الألم ويتسلخ جلدها تحت سلك الحمالة لأجل لا شئ

أتأمل الرشيقات يسرن بخفة، وصاحبات الأثداء والأرداف قوية الحضور يتهادين بخفة  وبمنتهى الليونة، كالموج... تتحرك دهون أجسادهن الموزعة بحكمة الخالق في تناغم.

بالتدريج، لم تعد مؤخرتي مجرد ذيل ثقيل أتأفف منه. أصبحت أخف.

في مواجهة تعجم نسوة العائلة الدائم من فخذاي القويين مع أسف ظهري المدور، صارحني صديق بأن هيئتي توحي له بأنني خلقت بحوض واسع: سأصبح أماً لأطفال أصحاء.

مرت السنوات ومازال جسدي يتغير. ومع الدهون والشيب والتجاعيد، وتراكمت مع الوقت  ندوب وحروق بسبب الطبخ والحياة بشكل عام.

تعلمت أن نظرة أمي ونسوة العائلة لي ولأنفسهن أحادية، فرغم تنويعات أجسادهن، إلا أنهن حين ينظرن إلى المرآة، لا يرين أنفسهن.

الأربعاء، 11 مايو 2022

الركلة

 ركل “علي” الكرة بقوة إلى الأعلى، بعد أن بصاها له "محمد"، فأخذت تدور وتدور في الهواء، تلاحقها أعين الصبية، متمنين وداعين أن تكمل قوسها وتهبط إلى أرض الشارع.

مرت اللحظات كالسنوات؛ تتمطى فيها الكرة مستمتعة بعذوبة شمس الخريف أكثر من استمتاع الأولاد بها؛ شغلهم الحدث الجلل وضرب الخوف أعماق أنفسهم. حدث المكروه؛ رسَت الكرة في شرفة الحاج علاء، الذي يخشى عليه القليل ويخشى منه الأغلبية؛ فالحاج مسن كمعبد، ويخاف جيرانه الطيبون من أن يختاره الموت، ويسافر عقله الراجح بلا رجعة. الحاج قاسٍ على الصبية المتخاذلين ذي الآباء المتهاونين. فعندما يكسر أحدهم شيئاً ما في شرفة أو سيارة أو بيت، يسارع أولاء فيدفعون بمحافظهم وبعلب هداياهم وسجائرهم، مستبدلين بها ذكريات وأحداث نُقِشَت على الممتلكات المكسورة.

 أصدرت الكرة في هبوطها ثلاث خبطات مدوية على الأرضية، تضخم أثرها بفعل هلع الصغار. لم يصاحبها صوت أو نفس؛ فقد كان عليهم أن يرهفوا السمع، ربما حطمت الكرة غرضاً ما.

 لم تفعل.

 تنفسوا الصعداء، بقي الجزء الأصعب: اختيار تعيس الحظ، الذي سيقوم باسترجاع الكرة من الحاج علاء. انها الظهيرة، موعد قيلولته الثابتة. أيمكنهم إيقاظه بالعويل المتواصل؟ سيكون عليهم الاستعداد للعواقب.

 حان الوقت لاختيار أحدهم للمهمة الشاقة...

 نظر الأولاد إلى “علي” المتباهي بركلاته القوية بالمقارنة بسنه وبنيته الضعيفة. هو من دفع بها هناك، إذًا فعليه أن يعيدها. وإلا، فسيدفع ثمن الكرة لمعتز.. صاحب أغنية "أنا بقالي شهرين بحوش للكورة الكفر دي" المعهودة.

قَبِلَ بالأمر الواقع، فنظرات الأصدقاء جعلته يشعر بالمسئولية والذنب. وأيضاً، هو لا يملك ثمن الكرة ولن ينتظره أحد حتى يتدخر، لن يعطيه أبواه شيئا وسَيُعَاقَب...

شهر كامل بلا لعب في الشارع...

أخذ علي نفسًا عميقاً يسكن به ضربات قلبه الفزعة.

 تحسس طريقه في مدخل العمارة المظلم، ضوء النهار عطل عينيه مؤقتًا عن وظيفتيهما، دارت رأسه وطنت أذنيه. تأمل السلم كأنما يعد درجاته، لكنه لم يعدها، تمنى فقط لو تحركت تلقائياً وحملته إلى شقة الحاج المرعب دون جهد منه.

 سمع خطوات واثقة خلفه كان محصل فواتير، بحقيبته الصغيرة وكومة الأوراق القصيرة في يديه، يغش منها أسماء السكان، وبجيب قميصه الحامل لثلاث اقلام زرقاء.

 كانت صدفة منقذة لعلي، لا لحدوثها، بل لبساطتها وغبائها. ليس عليه أن يقوم بأي جهد زائد، سيتبع الرجل ويصعد السلم وراءه كما كان سيفعل أصلاً. لن يواجه غضب وتقريع عم علاء وحده؛ فإن اختبأ خلف الغريب، ربما يشعر الحاج بالحرج من كشف ألوانه العنيفة الكريهة.

 تتبع علي خطوات الموظف الواثقة على السلم الضيق، بعد درجتين لاحظ الرجل الولد الملاصق له كظله والتفت إليه أكثر من مرة مستغرباً، لم يسأل. حين وصل الرجل إلى الطابق المنشود، تهللت أسارير علي، حتى تخطى الرجل الهدف وتوجه إلى الشقة المقابلة...

 اضطربت مفاصل علي، ما هذا العبث؟! ألن يأخذ منه الحساب؟

 استلم الموظف المال وترقى درجات قليلة عندما اوقفه صوت صدر من الصبي، بداية جملة غير مفهومة. “ كتة" كما يسميها البعض. وجده ينظر إلبيه بعينين واسعتين مستفهمتين. استفزته نظراته، فهذا الحقير ليس بولي نعمته، يذكره بانتظار رئيسه لتقارير آخر الشهر. “روح لأبوك يا ولد!” “ صاح الموظف بقوة مصدرها هو تذكر سريع لكل مرة نهره المدير بنظره كهذه بلا كلام بينما لم يكن مستعدا لإرضائه.

 ثبتت الصرخة عليًا في مكانه كالمسمار، استأنف الرجل رحلته إلى الطابق الأعلى. جلس علي متربعاً على البلاط. أخذ يحصي المرات التي يقول فيها الموظف “كهرباء” كي يستنتج موقعه، مرت نصف ساعة أو أكثر. فالأطفال ليسوا جيدين في تخمين الوقت. عاد المحصل أخيراً وتوقف هذه المرة عند شقة الحاج علاء. وبعد معاناة، شهد علي لحظة خلاصه، ودق المحصل الجرس، في علبته القديمه، وكُبسه المصفر المتنافي مع دهان الحائط الجديد حوله.

 بعد هنيهة، استجمع فيها الرجل شتات أوراقه مستعدًا لإنهاء آخر معاملة، فتح الحاج الباب، مرتدرياً جلباب بيتي ، ووجهه يحمل علامات النوم، وعلى محياه علامات الوضوء الحديث. أنزل كمه وهو يرحب بالمحصل المحترم ...

وفهم علي السر...

 وحسدهم على دهائهم.

"المحصل يؤجل زيارته للحاج لأنه مقيل! والله!"

طلب علي الكرة، بجملة مقتضبة وصوت مهزوز، رأى علي يد الحاج تمتد إلى أذنه فكادت تتوقف أنفاسه، لابد من ردة فعل من الحاج..

 قرصة ودن هذه المرة.

هانت التجربة المريرة على علي حين أمسك الكرة بيديه، واتنقلت رائحة البلاستيك الممزروجة بتراب الشارع العفن إلى منخريه. هرول علي وكاد أن يكسر عظامه على السلم عدة مرات. عاد إلى أصدقائه، ناظرًا إليهم بانتصار. لم يحفل بذلك أحد، رحبوا بالكرة لا بانجازه.

 لاحقاً، و كلما سيمر علي بموقف شبيه في الحسم والصعوبة، سيسترجع موقف الكرة وشعوره المتقلب وقتها. وستصبح حكاية الكرة التافهة تلك، مرجعاً لعلي عن كيف يكون القلق والاضطراب.

الثلاثاء، 26 أبريل 2022

زفرة - خاطرة 8


إن الهواية التي تتخذها كوظيفة تصير هويتك، فتملأ وقتك ولا تترك مجالًا في ذهنك لغيرها من الأفكار والمعضلات، ثم بمرور الوقت تصبح روتينية ويختلط عليك الأمر. وتقوم بها في النهاية لأجل الواجب والرزق.
تشعر بالملل... تأخذ إجازة.. يزداد بؤسك كلما تذكرت المسئولية. أتتركها؟ هذا جنون! ماذا عساك تكون إذا أقلعت عنها؟
ما هو العلاج في حالة إصابة رئتيك بمرض ما، أصبحت بسببه لا تستطع التنفس... فقدت الزفرات آليتها وعليك أن تسحب الكمية المطلوبة من الهواء متعمدًا كل ثلاث أو أربع ثوان؟ إذا غفلت عن مرة اختنق دماغك وفارقت الحياة!
أنت لم تفقد شغفك بعد، تحتاج إلى البحث عن حل ما... وفي كل الأحوال، عليك بالمثابرة وحث نفسك على الاستمرار...
من الخطر أن تتنصل من ذاتك. لن تفقد حياتك بالطبع، لكنها ستفقد ألوانها وحيويتها وتئول إلى الجمود، فتتلف روحك كشريط فيلم يحترق.. يصدر أصواتًا غريبة لا معنى أو غرض لهل. لن تقدم للعالم نفعًا أو ضرًا... سينساك وأنت حي، وحينها ستموت تمامًا، بلا أثرٍ أو رماد.

الجمعة، 25 يونيو 2021

Timmy Turner’s ultimate wish

 

Most probably, we all have watched “The Fairly OddParents” growing up. It was cool -and slightly rewarding- to see a child like us having everything he wished for. He had what some of us couldn’t have, and I am not referring to the fancy supper-fast delivered stuff, I am actually talking about his listening and present parents.

Yes, they were unreal, pretty weird, and sometimes dump, but they were there!

Every day…

Through thick and thin…

During big and small moments…

Despite the writers using the careless parents and the evil babysitter story lines as a justification for Timmy deserving his Kosmo and Wanda, personally, I thought back then: "everyone deserves someone to be there when they are lonely, even if these dull periods only last for minutes”.

But this is somehow an Ethical dilemma, not my point for now.

Since the beginning of the 20th century, humans have been going through a lot.

Wars, radioactive crisis, occupations, massacres, Governments corruption, virulent bacteria (pre-penicillin era), USA vs Russia, and economic issues.

It was a matter of welfare to think of your mental health or psychological needs, therefore, it was also welfare to prioritize your child’s prosperity. No body understood the value of proper communication with kids, to be there for their boy/ girl because they had to provide for them and to ensure a roof over their heads in a volatile world. It’s reasonable.

However, this produced a number of the world worst criminals, “Cherchez les…” abusive childhood and head trauma when it comes to serial killers!

In 2021, I always doubt the parent’s alibi for not supporting their children. I mean… of course it is still a volatile world in a different "speedy" way, but, in such fast-paced communities, wherever you are, a kid needs love and attention here and now, because time flies, and if they do not receive what they naturally deserve, it will lose every meaning to them.

They will grow up and mature faster than the previous generations did, hating the world and feeling a void in their hearts, knowing that it is eternal, nothing can cure it except psychotherapy, which is still neglected by Governments and financially unavailable for many people.

There is a very narrow window which we should catch, so that we protect our children from their worst future enemy: Mental illness.

Now that I am a grown-up, I wonder why Timmy Turner did not wish for a mental-illness-free life before he lost his fairy parents.

الأحد، 3 يناير 2021

مرايا

قاده العالم المشرف على التجربة إلى القاعة المظلمة، وتركه هناك مرتبكاً وحيداً لا يعلم ماذا يصنع، حتى دوى صوته من أحد الأركان: "هل أنت جاهز؟"

صاح "نعم!" رغم قلقه، وعدم تأكده من ماهية ما يجب أن يكون "جاهزاً" له.

أشعل المشرفون مصدر الإضاءة الوحيد... الخافت، فانعكس نوره على مرايا عديدة متقابلة تملأ المكان.

سيمكث الشخص موضع التجربة هنا أسبوعاً، محاطاً بصوره من كل إتجاه.

سيراقب المشرفون تفاعله مع هذه القاعة الضخمة المثيرة للجنون...


اليوم الأول:

أخذ يتجول مستكشفاً...

سمع ناقوساً كالإنذار، تبعه تنبيه بموعد الفطور. عاد أدراجه بشق الأنفس... اضطرب وتعرق، عبثت انعكاساته التي عجز عن عدّها بعقله، كلما التقت عيناه بعيّني خياله، نظر له الأخير محتاراً: هل أنت واثق من صحة هذا الإتجاه؟

تكرر الأمر وقت الغداء والعشاء.

ما أذهله حقًا هو الحمّام؛ فحوائطه وسقفه وبابه مرايا، وصعقته فكرة أنه سيشاهد نفسه - مضطراً- بينما يقضي حاجته، فأغمض عينيه ومضى فيما يفعل.


اليوم الثاني:

استثمره في دراسة المرايا، واكتشف اختلافات طفيفة فيما بينها.

"ليست متقنة الصنع." همس لنفسه.

أمعن النظر في جسده ووجهه، لاحظ ندوباً وترهلات لطالما غفل عنها، غمره الامتنان لخوضه هذه التجربة، إذ تمنح له وقتاً كافياً ليتأمل نفسه ويواجهها، ويتقبلها.


اليوم الثالث:

أُرسِلت له وجبات دسمة شهية متعته بالطاقة والسعادة، قام يتبختر بين المرايا ممازحاً ذاته المتجسدة أمامه. أخد يقلِّد عادل إمام وتوم كروز تزجيةً للوقت، ثم شرع يقلب في ذكرياته آملاً أن يجد حلاً لأزمات حياته المتشابهة.

ونام ملئ جفنيه..


اليوم الرابع:

أفاقته معدته المتألمة، وتساءل: أهذا صباح أم مساء؟

أغفي طويلاً؟

لم يعد يشعر بالوقت.

اشتدت الحرارة فاستنتج أن وقت الظهر أو ما يقاربه قد حلّ. 

وجبته التالية كانت كوباً من اللبن البارد وبعض البسكوت... وتذكر أنه أخبرهم عن حموضة معدته أثناء الفحص الطبي ضمن إجراءات ما قبل التجربة.

"أيقصدون العبث بجهازي الهضمي؟ أم ساعتي البيولوجية؟"

تساءل متفاخراً لاستخدامه لفظ "الساعة البيولوجية" الذي قرأه مؤخرًا في الجريدة.


اليوم الخامس:

تدهور مزاجه، فتيقن أن ساعته الداخلية تعطلت.

فقد قدراً كبيراً من طاقته، استسلم للملل.

استند على إحدى المرايا مواجهاً أخرى، اتقدت بداهله جذوة غرور صغيرة جراء تقبله الحديت لشكله وبطنه وذراعيه الرفيعتين. وهذا ليس تصالحاً مع الذات؛ لقد حُشر هنا وحده، لا يوجد من يقارنه بابن الجيران أو الممثل الفلاني... وصوره المتقابلة المتكررة تبعث إشارات متلاحقة - لا يعيها - لدماغه؛ فيمجدها ويعبدها.

تجرد من ملابسه... وأقتنع أن كل سنتيمتر من جسده جميل.


لم ينم تلك الليلة.


اليوم السادس:

عيناه مفتوحتان، محمرتان...

مَلّ المرايا، والإضاءة التي لا تتغير، وفكر: "ما هذا الهراء؟! لماذا أحشر نفسي هنا؟"

تريض قليلاً، ثم زاد من شدة التمارين حتى يغفو.

واستيقظ ليجد أطباق الفطور فوق رأسه...

"يالكم من لطفاء!" قال بامتعاض.


سلموه ورقة استبيان، طُلِب منه فيها رأيه وما أحس به من تغيير في شخصيته وملاحظاته عن القاعة والطعام والخدمة... فأدرك أن هذا يومه الأخير.

سيخرج غداً ليواجه العالم من جديد...


تذكر أهله الغاضبين على الدوام، وحبيبته التي تنتظر أن يتقدم لخطبتها، ووالدها الذي يخشاه...

سيعود ليكون قلقاً صامتاً، منتقداً ذاته التي استطاع بشكل غير مسبوق، التصالح معها هُنا!


الخروج:

خطت قدماه أرض الشارع... عصرت الوحشة قلبه. 

لقد نسي هيئة الناس والأطفال، ولدهشته... لم يفتقدهم.

اتجه إلى متجر ليبتاع بعض الطعام، كعادته قبل التجربة.

اقترب من البائع ليعطيه المال، وفي اللحظة التي لمح فيها انعكاسه في عيني الرجل، انتشى ورقصت جوارحه! بُهِت وبوغت، وأخذ يماطل ويطيل الحديث، وكلما التفت البائع إلى زبائنه حاول شغله عنهم! مدفوعاً بالشك والحيطة، صاح في الفتى أن يبتعد.. لقد أفلت المسكين بأعجوبة!


استسلم... لكنه أمضى لياليه وأيامه لا يرى في البشر إلا عينين، ويشتاق إلى صورته... التي كانت تبدو في كل نظرة، مختلفة ونابضة بالحياة.


الضحية

 ‏ودع "م" أصدقاءه الرابضين في قهوة المحلاوي متجهاً إلى منزله بخطوات متكاسلة وبقلب آسف؛ فهو لا يريد ترك عبثهم.

‏صاح أحدهم: "لا تهدر هذه الليلة الصيفية بديعة! إنها الثانية عشر صباحًا!" 

‏م: " أولئك الأوغاد يرفعون صحف الحضور في تمام الساعة الثامنة والنصف!"


‏أخذ يتمطى ويتأمل المارة في الطريق المزدحم، عابثاً مع السيدات منهم؛ فيسير ملاصقًا لهن، ويلقي لفظاً أو دعوة فجة لمرافقته إلى مكان ما... على سبيل التسلية بالطبع. وعندما تسبه إحداهن، ينظر إليها بتبجح، فهي غبية ثقيلة الظل، كيف لها ألا تقبل أن يصبح جسدها مادة للتندر والمزاح؟! هو يشفق على أمثالهن من الكئيبات قاتلات الدعابة!


‏إنها عادته؛ المشي ممل، ألا يستحق بعض الترفيه بعد يوم طويل؟

‏أحيانًا يتطاول "الترفيه"... فيمتد ليلمس هذه أو تلك، لتقف مصدومة... مبتورة اللسان... كفأر ميت..

وتغمره هو نشوة انتصار غير مبررة، لكنها مرتبطة بالعبث بأجساد الأخريات..

‏وصل "م" أخيرًا إلى شارعه الهادئ، المظلم نسبياً. 

‏أولاد يلهوّن... وبقالة متواضعة مازال صاحبها مستيقظاً…

*******

سُمِع صوت احتكاك معدني... فارتطام جسد "م" بالأرض. ثم شوهِد شخص ما يركض إلى الجهة الأخرى، حيث اختفى...


‏ حققت الشرطة في الواقعة على مدار شهرين.

‏أشاد أهله وأصدقاءه بسلوكه، لا أعداء... لا مشاجرات. "م" قصير القامة، رفيع كعود قصب...ذو ملامح مسالمة، محبوب من الجميع.

‏لا يوجد شهود إلا الصبية والبائع، واتفقوا جميعاً: رجل طويل القامة، يرتدي بنطالاً أسود ومعطفاً قصيراً وقبعة صوفية، ضرب "م" بمفتاح إنجليزي، - أو"العصا الثقيلة التي يستخدمها الميكانيكي!" كما قال أحدهم – على رأسه، وهرب.


‏أضاف أصغرهم: "لا أعرف، بعض الفتيات طويلات كشجرة..."

تجاهلوه... واستمر التحقيق...

‏********

‏مرت نصف ساعة منذ أن وقفت الفتاة في ذلك الموضع...

‏ظهر "م"، فتبعته بخفة... نادت بخفوت: "لو سمحت!"

‏ وقبل أن يلتفت بالكامل، هوت على رأسه بأداتها…


و‏هرعت عبر طرق ملتوية عائدة إلى منزلها، فتحت الباب، واندست إلى الداخل متسللة.


‏"أين كنتِ؟"

‏فزعت "ن" وأطلقت صرخة مكتومة. أشعلت الأم المصابيح.

‏رأت "ن" وجه أمها وهو يتبدل، من الشك والغضب إلى الفزع والرهبة... كادت تشعر بنيران أمها المحرقة وهي تندثر مخلفةً وراءها العدم...

‏ها هما الآن، يغرقان في الخوف معاً.


‏"ما بالك يا بنيتي؟ أنتِ ترتجفين!"

‏أحقًا ترتجف؟ إنها لا تشعر إلا بصخرة تشدها لأسفل... ستسقط... ستنهار..

‏غطتها ببطانية وأجلستها.

أخرجت "ن" المفتاح المدمى. ‏"كلور... كلور" قالت لاهثة.

أخذت الأم منها دليل الإدانة، وهي تتأمل أظافرها الزرقاء وشحوبها... وسروالها المبتل.

ثم ‏ألقت به أسفل الصنبور.


‏"ماذا فعلتِ؟ ردي!"

‏غابت "ن" عن الوعي لبرهة أنهتها أمها بغارة من الثلج والماء. وكف ذهنها عن الطنين واستقرت روحها، قصت ما حدث كمن يحكي حلماً.


‏لطمت الأم... تلعثمت وانتحبت، أرادت أن تصيح فتخرج تلك الغصة... 

‏وضعت كلتا يديها على فمها مكرهة. 

‏"لماذا؟ 

‏هل رآكِ؟

‏الكل يخضعن وينسوّن في النهاية! المُغتَصَبات يصمتن ويشعرن بالعار! 

‏لماذا؟ لماذا؟!"

‏هل آذت الأم نفسها بينما تنوح؟ أرأت "ن" خدها الأيمن ينزف؟ 

هلوسة؟!


‏"لماذا!" صاحت "ن" بغضب... "هذا ليس بسؤال! ءأنتِ بلهاء؟ منذ استوقفني في ذلك الشارع، وأمسك بــ.. بصد..." لم تكمل كلمتها، لم تستطع، ودت لو تغرق في المقعد، أن تذوب في نسيجه كأنها لم تكن...

واصلت بعد برهة "منذ ذلك الحين وأنا أتألم، مازلت أشعر بأصابعه... وأراه في كل زاوية مظلمة!"

اختلطت كلماتها بالنشيج ..."أود لو اقتطع هذا الجزء من جسدي. لم أقدر أن أغفر لنفسي استسلامها! أنا لم أعد تلك الجثة! كان بإمكانه أن يفعل بي ما هو أبشع... أنقذني الله! أنقذني لأنتقم! أنقذني لأحيا هانئة البال مطمئنة النفس. لقد وجب عليّ قتله!"

‏ووقفت فجأة وهي تلهث وتبكي... ثم حاولت اللجوء إلى غرفتها، لكنها سقطت قبل أن تصل إليها.

‏********

‏قامت الأم بوضع الخطط ومحاكاة الموقف والمحادثات والتحقيق مراراً. قد تأتيهم الشرطة غدًا، أو بعد غد، أو ربما بعد شهر!

‏إنها مؤرقة... منهكة القوى، تنتظر وتترصد...

‏ الأب لا يعرف، وأصيبت البنت بالحمى مدة أسبوع. 

‏كلما حاولت الأم أن تملى عليها كذبة مشتركة – على سبيل الاحتياط - ، تحملق فيها وتضحك! 

"ياللخيال الواسع يا أمي! ماذا حل بكِ؟ يالها من قصة!"


قصة!

اعتلَّ عقلها؟! نسيت؟!


ربما ‏سَبَقَتْها بخطوة...إذاً فهي ممثلة ٌبارعة!


‏تضرعت إلى الله باكية…

"لن تدعني ابنتي أتعذب بتلك الذكرى الساحقة وحدي! لا! مستحيل! 

أعِني يا رب...

‏الخطة إذًا أن نتناسى… حسن جداً… سامحنا يا الله.."

"سأتناسى."


الجمعة، 13 مارس 2020

ناصرة

"وُلدتِ ليلة الجمعة، وهو يوم مبارك... اختاره الله ليكون عيدَ كل أسبوع. واسميتك (ناصرة) حتى تنصري  المستضعفين، كما ارتفع عبد الناصر بشأن الفقراء، ولتُصبحي منصورة في حياتك يا بنيتي..."

لم أرَ يا أبتِ أية بركة في حياتي القصيرة، إلا إذا كنت تعتبر إرثي من أرضك غنيمة!
نعم، فقد تركتَ لي مساحاتٍ واسعة، ولم أستطع الإستفادة بها، فأحلتها – دون قصد- إلى صحراء جرداء.
أمضيت خمس سنوات لا أناجي إلا الأرض البور تحت قدماي... وقلة الحظ ونفاذ العافية.

أمازلت تحب عبد الناصر؟ هل التقيت به؟ هل أنتما في الجنة معًا؟
أم تطلُ عليه من نافذة مورقة... بينما يحترق هو مستغيثًا؟

هل تسنى لك أن تخبره عن قصتك مع إخوتك؟ كادوا يقاطعونك ويحرمونك من نصيبك في تركة الجد لأنك لم تغير رأيك فيه، ومضيت تدافع عنه، رغم ما حل بكم بعد الإصلاح الزراعي...

لولا خشيتهم من الفضيحة وألسنة الناس لتركوك بلا مال...
ربما قتلك أحد أولاد عمومتك، لكنهم خافوا أن يكون لك ولد فيأخذ بالثأر...
لم يتوقعوا أن تنجب بنتًا فاشلة، أحط شأنًا من أنكر خلق الله...

أتمنى أن ألقاه يومًا فأسأله: لِمَ خدعت الفقراء؟
حسبوه القائد والحامي...
لا أدري كيف غرقت فكرة الموت في النسيان! تغاضوا عن كونه بشرًا سيفارقهم..
وبالفعل، أتي غيره، فمزق عقود الملكية، وأعاد المنبوذين إلى الهامش، قبل أن يتمكنوا من شراء بيت ذا سقف.
اعتمد عليه الناس... رسموه، وحرَّموا على ذوييهم إزالة صوره.

أعود إلى البيت، أفتح الباب، وأول ما أراه هو لوحتين بالكروشيه أعدّتهما أمي. واحدة لعبد الناصر والأخرى لك، كقديسيّن.
2019 تقترب، ولم نتخلص بعد من ممثلي البلاهة، القائلين "لو كان عبد الناصر هنا لعَمَل... لو كان مكانك لسوّى..."
لقد كان هنا بالفعل، ولم يستطع إنجاز الكثير. تمتع فقط بحضور طاغٍ ومستمر.

مر على وفاتك عشر سنوات، وأنا في الأربعين من عمري، وحيدة، بلا زوج أو أولاد.
أين ابن عمي الذي قلت ستزوجني له ليرعاني ويعمر الحقول؟ ومعارفك ونفوذك؟ وكل ما كنت اتكِّل عليه في حياتي الماضية؟

تركت المدرسة لأتزوج ولم ألقَ إلا الترمل. قلت ستعوضني، وحين لم تستطع، قلت "عوضك على الله.."

تركني الله أيضًا يا أبي.

بالأمس، اكتشفت أن الديون لا تأكلني وحدها...
بل انضمت إليها كُتلة حقيرة غير مؤلمة، وجدتها في صدري بينما أستحم. لم أذهب إلى المستشفى لأجلها، بل لأني وجدت الجلد المحيط بها منسحقًا ومكرمشًا... وملعونًا.

لدي لك الآن خبر أخير...
سأذهب غدًا لتغيير اسمي...
سأجعله (وردة) أو (باتعة) أو أي شيء لا معنى له.. لقد تعلمت الخدعة، لا نصيب لانسان من اسمه، بل العكس تمامًا هو ما يحدث:
فلن تجد إلا (كريم) البخيل، و(صابر) الحانق، و(راضي) الجاحد...
فكرت في (حزينة)... أليس مبالغًا فيه؟

عليّ الآن، أن "أتمسك بالأمل" كما قال الطبيب، وأن أقدم إلتماسات وأطلب مساعدات، كما لم أفعل من قبل...
ليتك علمتني أن أعمل لأجل نفسي... ها أنا أموت كما عشت... عالة.

ما أتمناه حقًا، بعد أن أواجه الأشهر القادمة بشجاعة وأنجو، أن تزورني في حلمي... وتقول: "نصرتِ نفسك يا بُنيتي".

عود


الستائر تتهادى بخفة مع الريح... القهوة تبرد... السيارات تصدر ضجيجًا متقطعًا... ها هو العالم قد بدأ في النهوض، بينما أودع أنا ساعتي الأولى جالسًا على سريري ألوم وجداني وكوابيسي.
ما معنى زيارة والدي –رحمه الله – تلك؟ اختطف آلتي مني وعزف عليها، ثم طلب مني بسط كفيّ ليسحقهما بها... حتى نطحم سويًا، أنا وعودي؟!

ربما فلحت في إقناع نفسي أنها أوهام ما بعد الرسوب في الامتحان. كنت البارحة متعبًا... أجرُ قدميّ إلى المنزل وأواسي عينيّ الدامعتين. لم يقصد ذلك الممتحن تدميري بقوله أنني سأظل عازف عودٍ هاوٍ، لن ترتقِ قدراته لإصدار جمال جديد! إنه "بروفيسور" متغطرس عزل نفسه عنّا –نحن الطلبة- بواسطة طبقة كثيفة من الغرور!

اقتحمت كلمة "فاشل" عقلي كجيش من النحل، ومصدرها هو عدم احترامي لذاتي... وليست رسالة خفية من والدي الميت، وإن لم يكف عن تكرارها في منامي الكريه...

استيقظت... احتضنت عودي وضبطت أوتاره، شعرت بنفور غريب. اعتدت اقتراح بعض النغمات عليه كل صباح، فإما أن يترجمها بسلاسة فأسجلها، أو يرفضها فأشكره لأمانته.
العود مشمئز مني اليوم؛ رائحته غريبة... أوتاره تأبي التراخي... ويصدر أصواتًا منكرة. اعتدت أن يلفظني البشر... لا هو.
*******
يومان
دخان السجائر يحول بيني وبينه، ولا أستطيع التفكير أو البكاء... أين عساي أختبئ الآن من العالم؟ أنت قشتي... فلِمَ تتخلَ عني؟ أنا منهك... خلاياي تئن، ولا أحد يكترث لموسيقي منطوٍ فقد عقله! أخدعك ذهني بذلك الحلم؟ إنه اللاوعي أيها الأحمق! أنا أحملك دائمًا وأخبرك أنك صديقي الوحيد وأنا واعٍ!
*******
أسبوع
مازالت أطرافي تؤلمني... العتاب متواصل... ما جلبته عليّ من ضعف ونحيب وتقصير في العمل غير محتمل، لا أريد أن أفقد وظيفتي أيها العود، أرجوك!

أحتدت نبرتي وغمرني الغضب... أصبح الكون رماديًا ثم أسوّد، وعندما أفقت وجدت عودي مكسورًا... آثار الأوتار الممزقة يخنق أصابعي. يا إلهي! أي جريمة اقترفت؟ كيف...؟!
لن أتوقف عن البكاء قريبًا؛ فقدت عزائي الوحيد وصرت غارقًا بالكامل.